المرأة هي أكثر الكائنات تأثراً بمشاعر الحب والغرام، وذلك لأن مشاعر الحب الحقيقية يختلف تأثيرها علي كل من الرجل والمرأة.
فحواء بصفة عامة تميل إلي التضحية, لذلك حين يأتي الحب تتفجر مشاعرها وتتملكها الرغبة في التنازل والتضحية من أجل من تحب حتي تصل في النهاية إلي الشعور بأنها الطرف الأضعف, في حين أن مشاعر الحب تدفع الرجل إلي مزيد من العمل والنجاح والتفوق, سواء لنيل إعجاب محبوبته, أو لتكوين أسرة وبيت.
وجاءت دراسة أمريكية حديثة صادرة عن جامعة ميامي لتؤكد أن الشعور بالحب يساعد علي إفراز مادة "الدوبامين" داخل المخ التي تعطي الإحساس باللهفة والرغبة, وكذلك أعراض القلق التي قد تصاحب الحب مثل خفقان القلب وجفاف الحلق ورعشة اليدين, لكنهم وجدوا أن بعد الارتباط والزواج يفرز المخ مادة أخري هي "الأوكسيتوسين" التي تعطي الإحساس بالأمان والراحة والألفة, لذلك نجد شعور الطرفين نحو بعضهما بعد الزواج قد اختلف عن فترة الخطبة, وبالتالي فالتضحية لا ترتبط بفترة دون أخري.
وإنما ترتبط برغبة في إنجاح الأسرة وتحقيق الأهداف المشتركة, كذلك فإن القدرة علي التضحية تختلف من شخص لآخر, فهناك رجال كثيرون يقدمون علي التضحية مثل النساء تماماًً, في حين أن بعض السيدات يكن أقل تنازلا من أزواجهن.
ومن جانبه، أوضح الدكتور طارق عكاشة أستاذ الطب النفسي جامعة عين شمس، أن الحب الحقيقي الذي يستمر لسنوات هو الذي يجمع بين مشاعر الرغبة واللهفة مع الإحساس بالأمان والراحة في آن واحد.
ووجدت دراسة حديثة أن الرجال الذين يعيشون حالة حب تقل لديهم مستويات هرمون "التستوستيرون" الخاص بالرغبة الجنسية، على عكس السيدات اللاتي يعشن الحالة نفسها، حيث ترتفع لديهن مستويات الهرمون نفسه.
واكتشف الباحثون أيضاً أن المحبين تقل لديهم مستويات الهرمونات الخاصة بالهدوء والاتزان النفسي، وقد يحدث ما يقرب من التشابه الهرمونى، حيث أن الرجال يصبحون أكثر شبهاً بالنساء عند المرور بحالة الحب، وكذلك النساء يصبحن أكثر شبها بالرجال عند مرورهن بالحالة نفسها.