الحرب بين البشر والشطيان حـرب قديمة وطويلة الأمد ، بدأت منذ خلق الله آدم ولم تنتهي إلى الآن ، وكما هو مذكور في نصوص جميع الأديان السماوية أن الله قد أمر الملائكة بالسجود له فسجدوا إلا إبليس ، فطـرده الله من رحمته ، وأخرجه من جنته .
وعندها أقسم الشيطان بأنه سيغوي بني آدم ، وأنه لن يتـرك بـاب فسـاد إلا ويفتحه لهم ، ولن يدع جهة شر يمكنه أن يأتيهم منها إلا ويفعل ، ومن يومها بدأت المعركة .
ولقد نجح إلى حد الآن في مهمته نجاحاً منقطع النظير ، ولم يعد عجباً أن تسمع عن أناس يعبدون الحجر أو الشجر ، وآخرين يعبدون الشمس أو القمر ، وقوم يعبدون البقر حتى عبد أقوام الفئران والعقارب والأفاعي والنمل والصراصير ، ومهما شطح العقل وسرح الفكر فلم يكن عاقل من العقلاء يعتقد أنه سيأتي يوم ويتخذ الشيطان إلهاً معبـوداً ، ورباً مرغوباً مرهوباً ، تقـام له الطقـوس ، وتقدم له القرابين ، وييذل ما في الوسع لنيل محبته ورضاه ، ولكن هذا اليوم قد جاء ..!!
نشأة هذه العبادة :
هذا الفكر المنحرف فكر قديم ، ولكن اختلف المؤرخون في نشأته وبداية ظهوره ، فذهب بعضهم إلى أنه بدأ في القرن الأول للميلاد عند " الغنوصيين " وهؤلاء كانوا ينظرون إلى الشيطان على أنه مساوٍ لله في القوة والسلطان ، ثم تطور هؤلاء إلى " البولصيين " الذين كانوا يؤمنون بأن الشيطان هو خالق هذا الكون وأن الله لم يقدر على أخذه منه ، وبما أنهم يعيشون في هذا الكون فلا بد لهم من عبادة خالقه " المزعوم " إبليس .
كما وجدت تلك العبادة في بعض " فرسان الهيكل " الذين أنشـأتهم الكنيسة ليخوضوا الحـروب الصليبية سنة 1118م ، وهزمهم صلاح الدين عام 1291م . وقـد أُعدم رئيسهم " جـاك دي مولي " وأتباعه . وقد صوروا الشيطان على شكل قط أسود ، ووجدت عندهم بعض الرموز والأدوات الشيطانية كالنجمة الخماسية التي يتوسطها رأس الكبش كما يقول داني أوشم .
وقد اختفت تلك العبادة لزمن طويل ، ولكنها بدأت تعود في العصر الحديث بقوة حتى وجـدت منظمات شيطانية لعبدة الشيطان كمنظمة ( ONA ) في بريطانيا ، و ( OSV ) في إيرلندا ، و" معبد سِت " في أمريكا ، و" كنيسة الشيطان " وهي أكبر وأخطر هذه المنظمات جميعاً ، وقد أسسـها الكاهن اليهودي الساحر ( أنطون لافي ) سنة 1966 ، ويقدر عدد المنتمين إليها بـ 50 ألف عضو ، ولها فروع في أمريكا وأوروبا وأفريقية وآسيا ... و تؤكد بعد المجلات الأمريكية أنه حتى صاحب محلات "ماكدونالدز" السابق ينتمي إليهم بالإضافة إلى بعض الأطباء و المحامون و رجال شرطة و عديدون من رجالات المجتمع و السياسة ، و قيل أن نافذين في وزارة الدفاع و الخارجية و حتى البيت الأبيض وقعوا في شباك تلك المنظمات .
ومن أشهر الحوادث المرتبطة بتلك الجماعات في أمريكا حادث تشارلز مانسون الشهير في أمريكا سنة 1969 ، الذي تم فيه قتل عدد من الضحايا ، اشهرهم ممثلة شابة كانت معروفة حينذاك هي شاروت تيت . و أثبتت التحقيقات أن مانسون كان على رأس الشاذين ، و أن القتل الجماعي هدف إلى "الإتحاد بالشيطان بعد الوفاة" ..
فلسفتهم في الحياة :
عبـاد الشيطان قوم لا يؤمنون بالله ، ولا بالآخرة ، ولا بالثواب والعقاب . ولذلك فقاعـدتهم الأساسية هي : التمتع بأقصى قدر من الملذات قبل الممات كما يقول " لافي " في كتابه ( الشيـطان يريدك Satan wants you ) : الحياة هي الملذات والشهوات ، والموت هو الذي سيحرمنا منها ، لذا اغتنم هذه الفرصة الآن للاستمتاع بهذه الحياة ، فلا حياة بعدها ولا جنة ولا نار ، فالعذاب والنعيم هنا.
طقوسهم وعباداتهم :
أما طقوس القوم فهي بين أمرين : إما طقوس جنسية مفرطة حتى إنها تصل إلى درجة مقززة ممجوجة إلى الغاية ، وإما طقوس دموية يخرج فيها هؤلاء عن الآدمية إلى حالة لا توصف إلا بأنها حيوانية وأكثر ، والتي لعل أدناها شرب الدم الآدمي المأخوذ من الجروح ، وليس أعلاها تقديم القرابين البشرية " وخاصة من الأطفال " بعد تعذيبهم بجرح أجسامهم والـكي بالنار ، ثم ذبحهم تقرباً لإبليس ..!!
وقد أشار المؤلف البريطاني المعاصر " بنثورن هيوز " أنه حتى القرن السابع عشر ، كان هناك قدر كبير من الرقص الطقوسي في الكنائس الأوروبية ، وكان الانغماس العميق في الرقـص يؤدي إلى انحـلال قيـود الساحرات ، وتفكك قواهـن استعدادا لبلوغ قمة السبت ، وتلك هي ذروة الطقوس التي يمارسون فيها الجنس مع الشيطان ( كيف ؟؟ .. لا أدري ) ، ثم ينتهي احتفال السبت بعربدة جنسـية عارمة لا قيود لها ، ويبدو أن هذه الطقوس لم تزل مستمرة حتى أيامنا هذه ، فقد أشار سيبروك "seabrook" أنه شاهد طقوس القداس الأسود في نيويورك وباريس وليون ولندن ..
ويصف المؤلف البريطاني المعاصر " جوليان فرانكلين " هذه الطقوس قائلاً : يقام القداس الأسود في منتصف الليل بين أطلال كنيسة خربة ، برئاسة كاهن مرتد ، ومساعداته من البغايا ، ويتم تدنيس القربان ببراز الآدميين . وكان الكاهن يرتدي رداءً كهنوتيًا مشقوقًا عند ثلاث نقاط ، ويبدأ بحرق شموع سوداء ، ولا بد من استخدام الماء المقدس لغمس المعمدين من الأطفال غير الشرعيين حديثي الولادة .
ويتم تزيين الهيكل بطائر البوم والخفافيش والضفادع والمخلوقات ذات الفأل السيء ، ويقوم الكاهن بالوقوف مادًّا قدمه اليسرى إلى الأمام ، ويتلو القداس الروماني الكاثوليكي معكوسًا . وبعده مباشرة ينغمس الحاضرون في ممارسة كل أنواع العربدة الممكنة ، وكافة أشكال الانحراف الجنسي أمام الهيكل .
ويجزم فرانكلين أن كثيرًا من الناس في العصر الحديث يجتمعون لإقامة القداس الأسود بشكل أو بآخر ، وعلى سبيل الاستدلال ، فقد اكتشف حاكم إيرشاير في اسكتلنده أن هذه الطقوس كانت تقام في إحـدى كنائس القرن السابع عشر المهجورة التي تهدمت أركانها ، ومن بين الدلائل التي وجدها نسخة من الإنجيل مشوهة ، ورسم لصليب مقلوب بالطباشير على الهيكل .
ومن الحقائق المعترف بها أن ذلك القداس قد انتشر بشكل كبير في شمالي انجلترا ، وأصبح شائعًا لدرجة مساواته بالأحداث البارزة عم 1963 م ، وقد انتشرت موجة من أفلام السينما الأوروبية والأمريكية في السبعينيات تتحـدث عن مثل هـذه الطقوس بما فيها ممارسة الجنس مع الشيطان ..!!
عبدة الشيطان والموسيقى :
لعباد الشيطان شعراء متخصصون في كتابة الكلمات التي تعظم الشيطان وتسبّ الرب ، وتثير الغرائز وتلهبها ، كما أن لهم ملحنين دمجوا تلك الكلمات بموسيقى صاخبة ذات إيقاع سريع ، وتضم أيضا عباقرة في علم النفس والعلوم الروحانية استطاعوا التوصل للأثر الموسيقي الكبير على جسم الانسان وعلى تفكيره وإلى طرق وآنغام معينة وطبقات صوتية مدروسة بشكل دقيق تمكنهم من إدخال أي أفكار يريدونها إلى عقول الناس ، وتحتوي بعض تلك الأغاني على كلمات غير مفهومة المعاني واحيانا بعض الكلمات المقلوبة ( مثلا كلمة مرحبا تصبح " ا ب ح ر م " وهكذا ) والمعروف أن طريقة قلب الكلمات هي أحد الادوات التي يستخدموها السحرة والمشعوذين ولها تاثيرات نفسية خطيرة ولكن بشكل غير مباشر وعلى العقل الباطن ، واستعمال الرموز الغريبة والصور المقززة والمقرفة والخارجة عن المألوف شائع بين هذه الفرق والهدف من إستخدامها يمكن أن نشبهه بفايروس الكمبيوتر الذي يهدف إلى ضرب الانظمة والسيطرة على التحكم ، وأعتقد أن الجيمع بات يعرف الكثيرعن مدى تأثير الصورة والاشياء البصرية على عقل الانسان ، فمنذ وقت ليس ببعيد عرض أحد الرسوم المتحركة على شاشاتنا ونال شهرة واسعة في الوطن العربي والعالم ( Pokemon ) وقد كان له تأثيرا بالغا على عقول الاطفال لدرجة وصول بعضهم لحالات انهيار عصبي ..
وأكثر ما يسمع عباد الشيطان موسيقى " الهيفي ميتال " وموسيقى " الهارد روك " وموسيقى " الأندر غراوند " ، وتتلاقى بين بعضها بآلة الغيتار الكهربائي وما يضاف إليه من إيفكتات ، وهذه الإيفكتات لها علاقة وطيدة بتحديد نمط الموسيقى .. وقد ارتبط هذا النوع من الموسيقى بعدة جرائم قام بها شباب في عمر الخامسة عشرة إلى السابعة عشرة في أمريكا ومناطق كثيرة من أوربا ..
يؤكد ذلك ما قاله ( كلين بنتون ) قائد فرقة ( deicide ) عندما سئل عن أهداف فرقته ؟ قال : وضعت موسيقى تدعو إلى الشر بقدر المستطاع لكي نفوز بالدخول إلى جهنم من البوابات السبع ، وهذه إحدى الطرق للتعبير عند انتمائي لعباد الشيطان ..
ولا يقصـر عباد الشيطان موسيقاهم على أنفسهم بل يقيمون الحفلات العامة ، وينشرون في الأسواق أغانيهم التي تدعو لتمجيد الشيطان والدعوة للجنس والقتل والانتحار ، ولإعطاء فكرة عن نوعية الطقوس التي يتبعونها سأروي لكم موقفا صغيرا ، فعندما كنت أعيش في كندا في بلدة قرب تورنتو تدعى ( سيلليبري ) ، سمعت أن إحدى صديقاتي قد ذهبت إلى حفلة موسيقية صاخبة من حفلات عباد الشيطان ، وفي اليوم التالي حكت لنا عن الجنون الذي شاهدته في الليلة الماضية ، فمغني الفرقة كان يتبول على الناس الحاضريين ولم يتورع عن رش المشاركين بالإحنفال بمواد منوية ودماء لها رائحة كريهة جدا ، والجمهور كانوا في غاية الفرحة بتلك المواد التي تنزل عليهم وكأنها ماء الحياة ..!!
أسؤأ الفرق من ناحية الأفكار والإنتشار هي (البلاك ساباث) وتعني السبت الأسود ، انبثق عن مدرستهم فرقة (الكاندل ماس) وانتهجوا نفس الأسلوب .. أغاني تتكلم بإسم إله وهمي يتوعد بأن يحرق ويعذب ويهلك ، ثم شكل أحد أعضاء هذه الفرقة فرقة أخرى خاصة به سميت (ميمونتوموري) وهذه أشد تعصبا لعبادة الشطيان ، وهناك فرقة (جوداث بريست ) أيضا التي تنهج نفس المنهج ، وهذه المدرسة إجمالا تسمى بال black ****l ..
وهناك فرق أنا أعتبرها أكثر خطورة ، لأنها لحنها وغنائها جميل وكلماتها ليست شيطانية ، بل أنها تتكلم كثيرا عن المصداقية والمشاكل الإجتماعية ، لكنها تدعو إلى عبادة الشيطان "بين السطور" ، وأبرزها وأشهراها فرقة ENIGMA .. ( وأنا شخصيا قبل كتابة هذا الموضوع وجمع هذه المعلومات كنت من أشد المعجبين بها ) ..
وهناك بعض الفرق التي راج إسمها في التسعينات بقوة ، مثل ميتاليكا و(جونز & روسس) وكثير من غيرها .. فهي لا تشكل الخطورة الحقيقية بحد ذاتها ، خاصة أنها تتوجه للمراهقين من عمر 13 سنة فصاعدا ، فيصعب إقحامهم في هذه الأجواء .. فتجد كلمات هذه الفرق معتدلة نسبيا وأكثر ما تدعو له هو التنفيس عن الغضب ، فهي لا تمثل المشكلة ، ولكن المشكلة هي أنها تشكل مدخلا إلا الفرق الخطيرة المذكورة اعلاه .
وأما بالنسبة لما يسمى ب (الثراكس ميتال) فهو نمط لمتعاطي المخدرات ، لأنه يناسب المهتاجين عصبيا كونه نمط سريع والتون فيه مرتفع جدا ، ويدعو للإجرام عامة وليس لعبادة الشيطان ، فهو يحث على الإثارة الشديدة التي لا توفرها التصرفات المتزنة ، فتجد متعاطي الكوكايين وخاصة منهم الذين يميلون لهذا اللون من الميتال ، يفضلون الإغتصاب على الجنس الطبيعي ، ويردون بقسوة وإجرام على من اعترض طريقهم أو آذاهم أذى خفيف ..
عباد الشيطان والجنس :
إن الغرض الأساسي عند عباد الشيطان هو إشباع الغريزة الجنسـية إشباعاً تاماً ، بغـض النظر عن الوسيلة ، ويؤمن أفراد هذه الطائفة بإباحة كل أنثى لكل ذكر ، فهم يشجعون على ممارسة الجنس بجميع صوره المعقولة وغير المعقولة حتى بين أفراد الجنس الواحد - أي اتصال الذكر بالذكر والأنثى بالأنثى - كما أنهم لا يجدون أي مشكلة في ممارسته مع الحيوانات أو جثث الموتى ، بالإضافة إلى الكثير من الإنحـرافات الجنسية كالفتشية أو السـادية أو الماسوشية ، واغتصاب النساء والأطفال كل ذلك لا بأس به طالما أنه يؤدي إلى إشباع الغريزة ..!!
وقد وقعت حادثة شهيرة في أمريكا سنة 1993 في مدينة سانتا مونيـكا بولاية كاليفورنيا : فقد تقدم الأهالي بشكوى لدى السلطات ضد أفراد ينتمون للملة الشيطانية قاموا باستدراج أربع فتيات تتراوح أعمارهن بين الحادية عشرة والخامسة عشرة إلى منزل شبه مهجور يقع في غـابة بعيدة عن المدينة ، وقـد أوهموهن بوجود حفل كبير راقص هناك ، تقول إحدى الفتيات : عندما كانت تسير بنا السيارة وسط الغابة تملكنا شيء من الخوف لكننا حاولنا إخفاءه ، وعند وصولنا للمنزل شاهدنا حشداً من الرجال والنساء يرقصون ويغنون حول نار مشتعلة ، وهم شبه عراة ، ثم أُجبرنا على شرب الفودكا واستنشاق الكوكايين ، بعد ذلك طُرحنا أرضاً بالقرب من النـار وجردنا من جميع ملابسنا ، ثم وقف أحـدهم وسـكب على أجسادنا بولاً آدمياً ودماً ، وصاح قائلاً : " في سبيلك أيها الشيطان العظيم " وقام الجميع بلعق أبداننا وما عليها من أوساخ ، وهـم يتمـتمون بكلام غير مفهوم ، ثم قام رجل منهم وبدأ يقرأ من كتاب الشيطان المقدس ، بعد ذلك قام عباد الشيطان باغتصابنا عشرات المرات ، وبأوضاع غريبة جداً ، ثم عصبوا أعيننا مرة أخرى ، وألقونا في أحد شوارع المدينة ، وبعد أيـام عثر رجـال الشرطة على المنزل ، ووجدوا رماداً لتلك النار الكبيرة ، أما الجنـاة فلا أثر لهـم .
أطفال عبّاد الشيطان وكيف يعيشون :
ينشأ الطفل في كنف عباد الشيطان حسب خطط وأساليب مدروسة منذ نعـومة أظفاره ، فأول مـا يغرس في ذهنه هو أنه شيطان ، وأن الشيطان الأكبر هو إلهه ومعينه في الشدائد ، وتستعمل عدة طرق لغرس هذه الفكرة في ذهنه .
ولنأخذ مثالاً على ذلك ، وهو ما صرحت به إحدى الفتيات اللاتي هـربن من مجتمع عباد الشيـطان لطبيبها النفسي ، تقول : لقد كان والداي من عبدة الشيطان ، وكانا دائماً يكـرران على مسامعي بأنني شيطانة ولكن بصورة إنسان ، فكبرت وأنا مؤمنة بهـذا القول ، ولكي لا يصـل إلي أدنى شـك في ذلك ، أخبراني ذات يوم بأنهما سيرشان علىّ ماءً مباركاً وهو الذي سيظهر شكـلي الحقيقي ، وكنت أنتظر هذا الحدث بفارغ الصبر .
وبعد أيام معدودة جاء والداي بالماء ، فخلعا ملابسي ثم رشـَّا الماء على جسدي ووجهي ، وما هي إلا ثواني قليلة حتى أحسست بعدها بأنني أصبحت شعلة من النيران ، وأغمي عليّ مرات عديدة من شدة الألم ، فأصبت بتشوهات في وجهي ومناطق متفرقة من جسمي ، ثم بعد ذلك عندما أنظر في المرآة وأرى وجهـي المشوه أزداد يقيناً بأن هذا وجه شيطان حقاً ، وبعد ما كبرت عرفت أن هذا الماء المبارك هو في الحقيقة أحد الأحماض المركزة .
وبالنظر إلى التقارير التي جمعت من العيادات النفسية وأقسام الشرطة من مختلف الولايات في أمريكا نجد تشابهاً كبيراً بين أقوال الذين نجوا من عباد الشيطان ، وهذه بعض طرقهم في تربية أطفالهم :
* قتل الشعور والإحساس عند الأطفال : لعباد الشيطان طرق عديدة لتحقيق ذلك منها إعطـاء الطفل جرعات من المخدرات ، استخدام التنويم المغناطيسي ، الإذلال والاحتقار ، الخداع البصري فهو يرى أشياء ليس لها وجود ، عزله لفترات طويلة وذلك بوضعه في صندوق أو تابوت بعيداً عنهم ، حرمـانه من الأكل والشرب طوال اليوم ، والتعليق من الأرجل أو اليدين ، وإجباره على طعن بعض الحيوانات الحيـة بخنجرٍ أو سكين ، كي يغرسوا فيه - بجانب قتل الشعور- الدوافع العدوانية ، وسهولة انقياده لهم .
* طمس المثل والقيم الأخلاقية عند الأطفال : يقوم عباد الشيطان بإجبار الطفل على ارتكاب بعض الأفعال الشنيعة كاللواط والسحاق والإتصال بالحيونات والمشاركة في الحفلات الجنسية الصاخبة ، ويعطى الطفل في بادىء الأمر قطة أو كلباً صغيراً لتنشأ علاقة قوية بين الاثنين ، وليس الغرض من ذلك إدخـال البهجة والسرور إلى قلبه ، بل لتهديده دائماً بذبح هذا الحيوان أمامه إن لم يستجب لما يريدون ، فيكون سلس القياد ، ويذكـر البعض أنهم أُجبروا على أكل قطع من لحم بشري ، وبعض القاذورات ، وشـرب الدماء ، والنوم مع الموتى في المقابر ليلاً .
عبدة الشيطان في الشرق:
لقد كنـا نظن أن عبـادة الشيطان ستقتصر على بعض المهووسين والمعقدين في الغرب نظراً للفراغ الـروحي وعدم القدرة على التفكير السليم ، وأننا في الوطن العربي في معزل عن ذلك البلاء ، ولكننا فوجئنا بالصحف تخبرنا بأن هذا الوباء والبلاء قد طال بعضاً من أبناءنا :-
ففي لبنان ذكرت صحيفة ( كل الأسرة ) حادث انتحار مراهق ( 16 سنة ) بإطلاق النار على رأسه ، وقد وجدت ملصقات وصور لأعضاء من فرقة ( الروك ) ورسوماً لجمـاجم ، وثبت من التحليـل الأول للقضية أن الفتى كان ينتمي إلى إحدى المجموعات الشيطانية .
وأما في مصر كانت الفاجعة الكبرى في شهر رمضان منذ ثماني سنوات تقريبا حيث قبض على مجموعة من الشباب - من أبناء الطبقة الأرستقراطية - ينتمون إلى هذا الفكر المنحرف ، بعد أن لوحظت عليهم بعض الملابس مرسوم عليها جماجم و ثعابين و صلبان معقوفة و توصلت الشرطة المصرية بعد مراقبة متواصلة إلى الحقائق الآتية : أن الشبان "عبدة الشيطان" ينكرون الأديان جميعها ، و يستخفون بالأديان السماوية ، و يدوسون الكتب السماوية بأقدامهم و يمارسون طقوسهم في المقابر و ينبشون جثث الموتى لإقامة طقوسهم ، و يتناولون الدماء البشرية ، و يستخدمون دماء الحيوانات لصبغ الجدران ، و يشعلون النار و يرددون الأدعية في ظل نجمة داود ، وأن بعضا من السياح الإسرائيليين هم الذين نقلوا طقوس الشر إلى شواطئ "ذهب" و "نويبع" و "طابا" و حملوا معهم "الإنجيل الأسود" الغريب ، و بعض الأجهزة التي يزرع فيها الوشم لأعضاء الجماعة ، وإعترف آخرون بأنهم مارسوا الطقوس في منطقة عسلة البدوية في سيناء ، مع بعض اليهود القادمين من طريق ميناء إيلات ، و قال آخرون أيضا بأنهم تراسلوا مع فرق صهيونية غنائية ، منها "الأرض اليتيمة" و فرقة "سالم" ، ويذكر أيضا أن الشباب في تلك القضية المشهورة في مصر قد اعترفوا بكل شيء وقد أدانهم القضاء ، وحكم عليهم بالإعدام ، ولكن مع الوقت ماتت القضية ، وخرج المتهمون بدون أي عقاب ..!!
ومن أهم أسباب وجود هذه الظاهرة ( القليل نسبيا ) في بلادنا : الانفتاح الإعلامي الرهيب " بدون أي قيود " وتشجيع الفكر الهابط وإثارة النزوات ونشر الإباحية بصورة كبيرة من كتب ومجلات وأفلام جنسية بأيسر السبل وأزهد التكاليف ، والدعوة المشبوهة للدفاع عن حرية الفـكر والاعتقاد ، حتى صدق قول القائل :-
يقاد للسجن من سبَّ الزعيم ومن ... سبَّ الإله فكل الناس أحرار
الرموز الشيطانية :
إنه لمن الصعوبة بمكان أن تترجم جميع الكتابات أو الرموز السحرية التي يستخدمها عباد الشيطان ، لأن هذا يحتاج إلى ساحر متضلع من لغة السحر ، كما أنها قد كتبت بحروف ورموز سرية لا يعرفها إلا السحرة الكبار الذين حازوا على الدرجات العليا في هذا العلم ، ولكننا سنلقي الضوء على المشهور منها :
_ رأس الكبش Baphomet : من أشهر رموز عباد الشيطان ، فرأس الكبش يمثل إلههم ورئيسهم وهو الشيطان ، ويعد رمزاً مقدساً لأنه يمثل الشيطان نفسه .
_ الهلال والنجمة : شعار مشترك بين الماسونية وعباد الشيطان ، وهو يمثل آلهة القمر (ديانا) وإلهة الحب (فينوس) وهو الأكثر استعمالاً عند الساحرات .
_ العين الثالثة : شعار مشترك بين الماسونية وعبـاد الشيطان ، ونجده أيضاً على ورقة الدولار الأمريكي ..!!
_ منطقة القداس الأسود : والتي يقام فيها القداس الأسود والذي يعني خدمة الظلمة و المادة علانية ضد النور و روح الله .
_ الصليب المعقوف : شعار مشترك بين النـازية وعبـادالشيطان ، ويرمز للشمس والجهـات الأربع .
_ الصاعقة المزدوجة : شعار مشترك بين النازية وعباد الشيطان .
_ نجمة داوود : يستعمل في الطقوس السحرية ، وهو من الرموز المتداولة بكثرة بين عباد الشيطان وقد أخذه اليستر كرولي من الإنجيل (من له فهم فليحسب عدد الوحش فإنه عدد إنسان وعدده ستمائة وستة وستون) ، كما يستخدم الرمز "FFF" كذلك لأن ( F ) هو الحرف السادس من الأبجدية الإنجليزية .
_ الأنك : أخذه عباد الشيطان من قدماء المصريين ، وهو رمز الحياة وبخاصة الخلود ، ويمثـل الجزء العلوي الأنثى والجزء السفلي الذكر . ين / يانج ( Yin/Yang ) وهو رمز للتكامل بين المتضادات في الكون .
_ المذبح : ويبنى عادة من الرخام أو الجرانيت ، تتوسطه حفرة على شكل نجمة خماسية وحولها دائرة وهناك أدوات تكون عـادة على المذبح مثل خنجر أو سيف ذو مقبض أسود نقشت على شفرته آيـات شيطانية ، شموع سوداء ، أسياخ من حديد للتعذيب ، وكأس من الفضة لشرب الدماء ، أما الرموز التي على المذبح فتختلف باختـلاف الفرقة الشيطانية.