الحب بين القديم والحديث هل صحيح أن الحب الحقيقي يتحول الى الكراهية?
الحب الحقيقي في معناه الأصلي هو حب بين طرفين على أن لا يكون هدا الحب مبني على الماديات أو على مصلحة معينة ويجب إن يكون هذا الحب متبادل بين الطرفين إلى حد لا يمكن لأحدهما أن يستغني عن الأخر وإذا كان الشخص يحب من قلبه فانه لا يريد منه إلا حبه فقط وكل طرف يضحي بكل مايملك من اجل حبه وقد تصل به الدرجة إلى أن يضحي بحياته من أجل حبيبته وأصل كل حب حقيقي هو الصدق و الوفاء و الإخلاص بين الحبيبين بالإضافة إلى أن الحب الحقيقي يتميز يكونه قويا بالبعد عن الجحود والأنانية و الحب يكون قويا بالبعد عن المصالح الشخصية والنزوات والشهوات وكل ما يشوبه و الحب يكون قويا إدا رأينا فيمن نحبهم قدوة لنا بأخلاقهم وصراحتهم وأهم من ذلك تضحيتهم .نعم الحب الصادق يبنى على التضحية والحب هو نقيض البغض وكل شخص كان يحب من فليه حبا صادقا فانه لا يعرف الكراهية نهائيا لان حبه يفنيه على كل الأحاسيس العدوانية فيصبح قلبه مملؤ بالحب كله خاصة إذا كان قلبه يحب خالقه فانه لا يعرف معنى الكراهية فهذا الحب يكون حقيقيا مئة في المائة فالشاب الحر و المؤمن بالله إذا أحب فانه يحب من قلبه ولا يقول كلمة احبك لأي فتاة إلا إذا كان يحبها ويصادقها القول في كل الأشياء فلا تهمه أنا داك جمالها ولا نسبها ولا مالها بل يهمه فقط حبها وقلبها و يستغني على كل شئ أخر حتى ولو كانت قبيحة المظهر وفقيرة ...فينظر إلى جمال قلبها الطاهر وجمال روحها فيرى على أنها مالكة قلبه وكاتمة أسرره فيشعر بسعادة لا مثيل لها ولا تقدر بثمن ا فيعيش معها أحلى أيام حياته ولا يستطيع التخلي عنها نهائيا والجميل في الحب الحقيقي أن الحبيب يفضل حبيبته على نفسه فلا يرى إلا معشوقته فقط والعكس صحيح فالحبيبة إذا كانت تحب معشوقها فإنها تسعى دائما إلى إرضائه وإسعاده
وقد تشوب هذا الحب مشاكل كثيرة ومتعددة لكن لقوة الحب الحقيقي فانه يواجهها بصلابة فتصعب على تلك المشاكل تكسير هده العلاقة.ولارتباط الحب بشخصية الإنسان وجوهره فإذا كان جوهره طاهرا ومبني على الأخلاق الحميدة فان حبه يكون صادقا ووفيا
أما في عصرنا الحالي فالحب فقد مصداقيته وقيمته وبراءته لكون الإنسان فسدت أخلاقه بسبب غياب التربية خلال فترة الطفولة وهذا عامل جد مهم أسهم بشكل كبير في تدهور أخلاق هده المجتمعات فتجد الشخص يتلاعب بمشاعر الأخر دون الاهتمام بما قد يحدث له بسبب شخصيته المريضة والمعقدة وقد يؤدي به إلى أن يقضى على تلك الشخصية البريئة التي لا تعرف إلا الصدق فمثل هذه الحالات تكون العلاقة مبنية على الكذب والخيانة أو مصلحة معينة وتنتهي العلاقة بالقضاء على تلك الشخصية البريئة أما من جهة أخرى فان هذا الحب الحقيقي أصبح منعدما في هذا الزمان إلى درجة أصبحت كلمة احبك كلمة لا قيمة لها وكأنها كلمة عابرة يتلاعب بها كل من يريد أن يقول إن احبك
ومن خلال تجربتي الشخصية والمتواضعة لم أجد شخصا صادقا وعالما بمعنى كلمة حب وكل من صادقته خانني ولم أجد فيه الخير نهائيا رغم أنني صادقته وأحببته من صميم قلبي فساهم في تدهور حالتي النفسية فأصبحت العزلة والوحدة أصدق منه ومؤنستي لنسيانه وأصبح النسيان هو الاختيار الصائب لنسيانه رغم أن الجروح لم ولن تضمد نهائيا بسبب كون هذا الحب كان حقيقا لن ينسى إلى أن تفارق الروح الجسد
أما بخصوص تحول الحب الحقيقي إلى كراهية فان هذا في نظري المتواضع قد يكون مستحيلا تحوله إلى كراهية بسبب وجود علاقة مبنية على حب صادق أما أذا كان هذا الحب مبني على النزوات والمصلحة فانه يتحول إلى كراهية بالنسبة للذي يدعي بأنه يحب ويكون أنا ذاك مريضا نفسيا ولا يعرف معنى الحب الحقيقي
في الأخير أنصح الجميع أن يركبوا مركب الصدق و أن ياخدوا حذرهم من شياطين حواء وكيدهم لكي لا يتأذى أي أحد منكم وان تعلموا بأن الحب الحقيقي لم يعد موجودا إلا بنسبة قليلة جدا
فحذاري ثم حذاري .......